المركز العسكري لمكافحة الارهاب التّطرّف الفكريّ هو مركز أكاديمّي بحثّي متخّصص بدراسات الفكر المتطّرف ومكافحته، وذو شخصّية اعتبارّية وأدبيّة، وذّمة ماليّة مستقّلة.

يؤمن المركز العسكري لمكافحة الارهاب التّطّرف الفكريّ أنّ ظاهرة التّطّرف بجميع أشكالها قد غدت اليوم ظاهرة عموميّة، لا تقتصر على أمّة بعينها، ولا تنحصر في مجتمع إنسانّي بذاته، ساعد في توسّعها وانتشارها تفاعل عدة عوامل اجتماعيّة وعرقّية إثنّية ودينّية وثقافّية واقتصادّية وسياسيّة. ولا شك أن التطرف بنسخته الإسلاميّة، هو الّذي سيطر على المشهد العالميّ خلال العقود الثّلاثة الأخيرة، فكان الأكثر عنفاً ودموّية، حيث استقّرت وتكاثرت جرثومته الخبيثة في بلاد العرب أكثر من بقيّة بلدان المسلمين. والأمر الأكثر قسوة، هو أن وصم التّطرّف والإرهاب قد التصق بالإسلام والمسلمين في الانطباعات السياسيّة والإعلاميّة مع أن المسلمين أنفسهم أكثر المتضررين؛ لذا يؤمن المركز أنّ جهد مكافحة التّطّرف هو في المقام الأول دفاع عن الإسلام وصورته النقّية، التي يحاول المتطرفّون تشويهها بتصّرفاتهم البغيضة والبعيدة عن روح الديّن الإسلامّي ومقاصده الأصيلة

إنّ التّطّرف الّذي سبّب العنف والإرهاب في العالم بشكل عامّ وفي المجتمعات العربّية والإسلاميّة على وجه الخصوص، يجب مواجهته وقهره ومحاصرته من خلال تضافر جميع الجهود الرسمّية وغير الرسمية للدّولة الأردنيّة بالتّوافق مع مختلف أنواع الجهود الدوليّة في هذا المجال؛ وذلك لمنع انتشاره وتوسعه وتفاقمه في الأوساط الاجتماعيّة، خصوصاً فئة الشّباب، وهذا يستوجب تعزيز قيم التّسامح والوسطيّة والاعتدال في المجتمع، والتّعامل مع مسبّبات الظّاهرة، بمداخل علمّية وتربويّة وثقافّية وسياسيّة واجتماعيّة واقتصاديّة ودينّية.

يستند المركز الأردني في مكافحة التّطرّف الفكريّ على المرتكزات التّالية

1. أولاً: إنّ السّلوك الإرهابيّ كغيره من أنماط السّلوك الإنسانيّ تحكُمه العوامل الاجتماعيّة والمتغيرات المستقّلة وغير المستقلّة، فكل سلوك إرهابيّ يسبقهُ حالة من التّطرّف الفكري، وليس كل تطرُّف فكريّ يقود صاحبه إلى السُّلوك الإرهابيّ
2. ثانياً: إنّ الحلول العسكريّة والأمنيّة وحدها لم تحقق الأهداف التي تنشدها متطلبات الأمن الوطنيّ والإقليميّ أو السّلم العالميّ في مكافحة التّطرّف الفكري، حيث لا زال العالم على وجه العموم والمنطقة العربيّة بشكل خاصّ يشهد مزيداً من تكاثر الجماعات المتطرّفة، وتنوُّعاً في أساليب تنفيذ أجنداتها الخاصّة، فكان من الضروريّ التّعامل مع هذه الظاهرة بمداخل علميّة وبالنّظر إلى أسبابها وبواعثها والجذور التّاريخيّة والفكريّة لها.
3. ثالثاً: وجوب المحافظة على مكانة الدّين الإسلاميّ وقيمه بعيداً عن شبهات الجاهلين، من خلال إسقاط ظاهرة التّطرّف في حجمها وقالبها الطبيعيّ، وربطها بالعوامل المسبّبة لها؛ لدحض الآراء والأفكار التي تحاول أن تمسّ حقيقة تعاليم الإسلام السمحة وصورتها المشرقة.
4. رابعاً: ضرورة نقل ظاهرة التّطرّف الفكري إلى ميدان البحث الاجتماعيّ المؤطّر بالنّظريّات العلميّة؛ لدراستها على المستوى الجمعيّ والفرديّ، للاقتراب أكثر من عقليّة ونفسيّة الأفراد الّذين قرّروا تبنّي الفكر المتطرِّف، وفهم العوامل والأسباب الكامنة وراء ذلك، بعيداً عن التّحليل السّطحي والافتراضيّ.
5. خامساً: إثبات العلاقة بين ظاهرة التّطرّف الفكري والعوامل المسبّبة لها، يساعد في تطبيق مخرجات المركز، في الاستراتيجيات الوطنيّة، والبرامج الإصلاحيّة، وسياسات العدالة الجنائيّة، بل حتى في إدارة المراكز والمؤسسات العقابيّة (السّجون) التي أصبحت وكراً يتخرّج منها عُتاة المجرمين المتطرّفين.

يقدّم المركز العسكري لمكافحة الارهاب التّطرّف الفكريّ الخدمات الأكاديميّة واللوجستيّة للباحثين والدّارسين من الأردن والدول الشّقيقة والصديقة وكما يلي

• أولاً: قاعات صفية مُجهّزة بأحدث الوسائل التعليميّة
• ثانياً: مكتبة متخصّصة بالمؤلّفات ذات العلاقة بظاهرة التّطرّف باللغتين العربية والإنجليزية.
• ثالثاً: قاعات اجتماعات ومدرج يتسع لـ (150) شخص مجهّز بالتّقنيات الصوتّية والمرئّية.
• رابعاً: منزل للطّلاّب مؤّلف من (12) غرفة نوم مع دورة صحيّة خاصّة.
• خامساً: قاعات طعام ومطبخ يقدّم ثلاث وجبات يومياً
• سادساً: حافلات تؤمّن المواصلات من وإلى المركز
• سابعاً: خدمات الاتّصال وشبكة الإنترنت

يسعى المركز العسكري لمكافحة الارهاب التّطرّف الفكريّ إلى تحقيق الأهداف التالية

• أولاً: تأسيس اتّصال استراتيجيّ مع الجمهور الأردني؛ لتحصينه ضد التّطرّف، من خلال نشر ثقافة دينّية إسلاميّة صحيحة أصيلة منطلقة من مقاصد الشّريعة الإسلامّية، وإشاعة ثقافة مجتمعيّة سياسيّة ومدنيّة ديمقراطيّة، وتأصيل قيم التّسامح والتعدديّة وثقافة احترام حقوق الإنسان وقبول الآخر وترسيخها بالتّعاون مع الجهات الرسميّة وغير الرسميّة محلّيّاً ودوليّاً
• ثانياً: تحديد ماهية العوامل المؤدية إلى التّطرّف، وتحديد مدى وجودها وتأثيرها على السّاحة الأردنيّة، وتحديد فيما إذا كانت هذه الظّاهرة ناشئة عن امتثال للمذاهب والأفكار والأيدولوجيّات المتشدّدة، أم نتيجة تأثير عوامل اجتماعيّة واقتصاديّة وسياسيّة أخرى، من خلال تنفيذ دراسات علميّة مسحيّة ميدانيّة نوعيّة وكميّة، للوصول إلى توصيات قابلة للتّنفيذ، واقتراح وسائل ناجحة لتحقيق الوقاية الفاعلة من التّطرّف الفكريّ.
• ثالثاً: إعداد ونشر الدّراسات والأبحاث الموثقة علمّياً، في أسباب وبواعث الفكر المتطرّف وطرق الوقاية منه، وأساليب علاجه، وعقد المؤتمرات والدّورات والندوات التي تثقّف الفرد ضد الأفكار المتطرفة.
• رابعاً: تطوير مؤشر قياس؛ لتحديد مستويات التّطرّف الفكريّ عند الفرد وعند حاضنته الاجتماعيّة، من خلال فهم العلاقة بين التّطرّف الفكريّ والمتغيرّات المستقلّة وغير المستقلّة المسبّبة للتّطرّف.
• خامساً: إعداد وتأهيل كوادر من المتخصّصين في التعّامل مع التّطرّف الفكريّ في مختلف نقاط الاتّصال الاجتماعيّ والمراكز المؤثّرة.
• سادساً: المساعدة في بناء استراتيجيات الدولة ضد التّطرّف الفكريّ، ومراجعة الخطط الوطنيّة الخاصّة بمكافحة التّطرّف الفكريّ وتقييم مدى فعاليتها.